ذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتية، أنّ "الموفد الأميركي توم باراك وصل إلى إلى بيروت لإجراء محادثات وصفت بـ"المهمة"، يناقش خلالها مع المسؤولين اللّبنانيّين الرسميين الاثنين ورقة الرد اللّبنانيّة على المقترحات الأميركية الجديدة. ويحرص الموفد الأميركي، المعروف بخبرته الدبلوماسية الكبيرة، على استطلاع عدد من المواقف من خلال لقاءات غير رسمية يجريها، للإحاطة الشاملة بمختلف الآراء".
وأشار مصدر مقرب من مرجع رسمي لـ"الأنباء"، ردا على ما أثير من مخاطر تحدث عنها "حزب الله" حول الورقة الأميركية، إلى أنّ "لبنان سيجدد التزامه بما تعهد به. وموضوع نزع السلاح أو تسليمه السلاح وبسط سلطة الدولة، حاصلان من دون تحديد أي مواعيد، وربما قبل ما يطالب به الغرب وتلحظه الورقة الأميركية من توقيت؛ والمطلوب التزام إسرائيلي بالمقابل".
وشدّد على أنّ "لبنان التزم منذ اليوم الأول باتفاق وقف إطلاق النار، وتحرك الجيش اللبناني جنوبا وكشف عن كل البنى العسكرية التحتية ومخازن الأسلحة، سواء ما تعرفه إسرائيل وأبلغت عنه عبر لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، أو ما لا تعرفه وتم الكشف عنه بخبرة الجيش اللبناني ومعلوماته؛ وقد تم تدمير هذه الأسلحة التي لا يحتاجها الجيش اللبناني".
ولفت المصدر إلى أنّ "في المقابل، لم تلتزم إسرائيل بأي بند من الاتفاق، فهي لم تنسحب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها بعد وقف إطلاق النار، ليتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الدولية. ولم تتوقف عن العدوان والخروقات التي تجاوز عددها الـ3500 خرق منذ 27 تشرين الثاني الماضي، موعد سريان الاتفاق، كما أنها تمنع الأهالي من ممارسة أي نوع من الحياة في القرى الحدودية".
وأكّد أنّ "الضمانات المطلوبة أصبحت معروفة وواضحة، وهي حل كل المسائل العالقة مع الاحتلال الإسرائيلي، من الانسحاب إلى وقف العدوان، وتسوية النقاط الحدودية العالقة منذ التحرير عام 2000، وصولا إلى اتفاق حول مزارع شبعا، وكل المواضيع العالقة بين البلدين باستثناء موضوع التطبيع والسلام، الذي لن يكون من جانب لبنان قبل وجود اتفاق عربي شامل بهذا الشأن، وحل موضوع الدولة الفلسطينية".
كما اعتبر الحديث عن مخاوف من جماعات أو اجتياح إرهابي "في غير محله. فالبيئة اللبنانية بمختلف طوائفها ومناطقها ليست في هذا الوارد. واجتماع البقاع بين العشائر العربية والحزب التقدمي الاشتراكي حول معارك السويداء خير دليل، إضافة إلى ان الجيش اللبناني على جاهزية تامة لمواجهة أي تحرك إرهابي سواء من خارج الحدود، أو لجهة تحرك الخلايا النائمة، التي هي تحت أعين أجهزة الدولة اللبنانية في أي وقت".